اشتهرت النساء في محافظة السويداء بمشاركتهن للرجال في مختلف نواحي الحياة، من العمل للمهام الإنسانية وصولاً إلى حمل السلاح، وتميزن هؤلاء النسوة بالشجاعة والعنفوان واستطعن تحديد مصير جبل العرب مرات عدة.
فبستان شلغين إحدى النسوة اللواتي شكلن علامة فارقة في تاريخ السويداء خلال فترة الاحتلال الفرنسي لسوريا، فأخذت هذه المرأة من قسوة اللجاة في طبعها، فهي ابنة قرية صميد في منطقة اللجاة، وأرملة المجاهد هايل شلغين.
وقدمت هذه المرأة صيغتها الذهبية، واشترت السلاح والطعام للثوار كما باعت أغنامها محافظة السويداء.
وعندما خيّمت الحملة الفرنسية في منطقة اللجاة قرب قرية صميد طلب قائد الحملة أن يقابل بستان ويتعرف عليها لخوفه منها وخوفه من أن تصبح ظاهرة تتبعها نساء السويداء ورجالها فرفضت مقابلته، وقالت: لم يبق لنا مكان نستقبل به قائد الحملة سوى زريبة الحيوانات وهي أطهر من تدنيسها قدميه.
فهذا الموقف واحد من المواقف الكثير لتلك المجاهدة العظيمة.
وبستان شلغين واحدة من النساء الثائرات في السويداء أثناء الاحتلال الفرنسي، وقفن إلى جانب الرجال وأثبتوا للاحتلال إن المرأة السورية لا تقل عن الرجل عندما يتعلق الأمر بأرضها وكرامتها.