في مقال كتبه الفنان الكبير فريد الأطرش في مجلة الكوكب المصرية نعى فيه شقيقته أسمهان، التي وافتها المنية في حادث سير.
وقال فريد الأطرش في مقاله:
عشنا أنا وشقيقتي سنوات عذاب وحرمان بعد أن تركنا بلادنا فى جبال الدروز وحضرنا إلى مصر انا وأمي وشقيقي فؤاد وشقيقتي آمال التي تغير اسمها فيما بعد وأصبحت أسمهان.
لم تكن طفولة أسمهان تدل على أنها ستصبح مطربة وكانت عاشقة لصوت أم كلثوم منذ صغرها لدرجة أنها كانت تجلس بالساعات بجوار الفونوجراف تستمع إلى قصائد أم كلثوم وغيرها من المطربات والمطربين.
لم يخطر بذهن أحد أن أسمهان لها صوت جميل إلى أن حدث ذات يوم أن دعتنا أسرة مصرية صديقة تقيم في حلوان لتناول الغداء واستمعنا هناك إلى أسطوانة لأغنية أم كلثوم (إن كنت أسامح وانسى الأسية) وفوجئنا بأسمهان تغنى الأغنية بصوتها الرخيم.. حتى إن مضيفنا سجل الأغنية بصوت أسمهان ليعيد تكرارها.
ووقتها عرفنا أن أسمهان صوتها جميل، ودار بعدها الصراع في أسرتنا حول التقاليد انتهى بعمل أسمهان مطرب، بتأييد من والدتي ومعارضة شديدة من أخي فؤاد الذى كان يرى في الغناء عيبا على أميرة سابقة.
وكانت أسمهان كريمة إلى حد الجنون، وقد سبب لها كرمها الكثير من الأزمات لدرجة أنها كانت تعطى المتسول خمسة جنيهات قطعة واحدة. وكانت تملك قدرا كبيرا من الحنان والعطف على الفقراء حتى أحبها الجميع، إلا أنها كانت تحب الحياة وحاولت أن تعيش كل دقيقة في حياتها بعد حياة الحرمان التي عشناها.
أما أسمهان المطربة فكانت تعشق الطرب والغناء وتصر على أن تعمل مطربة مهما كلفها ذلك من عناء وحروب عائلية، والسبب في ذلك أنها كانت ذات إحساس فني مرهف ومقدرة قوية على فهم اللحن بعد سماعها له مرة واحدة، وأروع خصائصها كمطربة ــ وأنا أتحدث عنها كملحن ـــ أنها كانت تغنى بإحساس، وكانت تحس بكل ما تقوله إحساسا عميقا صادقا، وكانت كل قطرة دم في عروقها تهتز مع أحاسيسها.. لهذا كانت أسمهان مطربة لن يجود الزمان بمثلها.
يشار الى ان اسمهان توفيت في 14 يوليو/تموز 1944 بحادث اذ سقطت سيارتها في ترعة الساحل، في أثناء رحلتها من القاهرة لقضاء إجازة نهاية الأسبوع في مدينة رأس البر شمالي مصر، لتلقى مصرعها في الحال، وتكتب نهاية غامضة لفنانة ذات صوت ملائكي في سن 32، وبداية لعاصفة من الشائعات حول حادث الوفاة.