في أواخر القرن الثامن عشر جاءت سفارة من حايل لشراء القمح، وهم ابنة أحد الأمراء وأخوها ومعها اثنين من العبيد.
وعندما وصلوا صلخد ونزلوا على أحد البيادر تبدلت حالة الطقس وأخذت السماء تمطر مطرا غزيرا ثم راح الثلج يتساقط، فقالت الفتاة: نشاما خلينا ندور دار دويرا نلوذ روسنا وروس البعارين وكان معهم ثمانية أباعر فدخلوا شوارع صلخد وهم غرباء لا يعرفون أحد ولا يعلمون أين يذهبون…وأثناء سيرهم التقوا برجل قال لهم : “لوين يا النشاما”
قالت البنت: والله نريد نلوذ روسنا وروس البعارين.
قال: الحقوني
فتبعوه حتى وصل إلى منزله، وتبين أنه منصور الشوفي، فدخل الرجال إلى المضافة، أما الفتاة فإلى بيت الحريم، وقاموا بتأمين الجمال، واستمر تساقط الثلج عدة أيام.
فبقي الضيوف على الترحيب وكرم الضيافة أكثر من أسبوع، ولما استقر الطقس. قالت الفتاة: يا منصور حنا سفارة من حايل نريد قمح من وين دبر لنا حمولة البعارين.
قال لها: من وين ندبر وحنا نبيع قمح
قالت له: ومن ابركوا فقام منصور بتأمين حمولة الجمال من القمح.
وقال لها: هذه حمولة البعارين جاهزة لانويتو مزودين السلامة .
قالت له: دونك يا منصور صره عرب ما قالها البدوي ثمن قمح
قال لها : اي بالله مقبولة
فغافلها ووضع الصرة في أحد الأكياس، وبعد ما هموا بالرحيل وقفت الفتاة عند البوابة وقالت: يا منصور بدك تزورنا لأهلنا
قال لها: لحايل
قالت: اي بالله لحايل
قال: الله يفرجها
قال: ما بصير وما منتحرك إلا تنطينا وعد
قال لها: إذا الله راد بعد عيد الخضر بيوم أو يومين أكون عندكم
قالت له: بخاطرك
ووصل الضيوف بلدهم حايل والأهل على أحر من الجمر بسبب التأخير،
وراحت الفتاة تشيد بالطيب وكرم الضيافة أمام أهلها، وعندما أفرغوا حمولة الجمال وجدو المال بأحد الأكياس، فقالوا، يا بنت ما دعيتي لمنصور؟
قالت: آي والله يا بوي دعيته ووعدني بعد عيد الخضر بيومين أو ثلاثة يكون عندنا
وقبل العيد بعدة أيام تعرض منصور لحادث كسر رجله، فوقع طريح الفراش، في حين كان أهل حايل ينتظرونه، ويترقبون الطريق عله يأتي….. مضى الوقت ولم يحضر منصور
فقالت الفتاة لعبيدها: نشاما تخمون صلخد تشوفون وضع منصور، منصور ما بيغير بوعده
فذهب العبيد إلى صلخد ووجدوا منصور طريح الفراش فعلا
فقالو له: خير يا منصور حنا نستناك والعرب تستناك.
قال: سلموا عليهم واعتذروا منهم وإنتم شايفين الحال.
فبعد عودتهم إلى ديارهم أخبروا أهلهم بحال منصور وقاموا بإرسال هذه القصيدة إلى منصور من أهالي حايل :
يا راكب الأوضح زاهيا لها الكور
من ساس هجنن وافيات الوصايف
لو لا الرسن ما هو باليمين مقهور
يجفلن ليا لاحن عليه السفايف
إن زاع من عند أهلنا تقول بابور
يذرعون له من هلي الخيل خايف
يمد من حايل قبل فجة النور
العصر بصلخد ملم الطوايف
ملفاك ربع يا ذرا كل معثور
مضافات تزهى ببيض اللفايف
يا رسل سلم على القرم منصور
كيف إنت بعد مساهرك للسنايف
ياحيف يا ذيب المعاليف مكسور
واني على كسرك كثير الحسايف
عيال شوفي كلها غابة النور
مروين بالعركات حد الرهايف
البر عندك يا ذرا كل معثور
يوم تصك بوابها والمضايف
يا ذابح للضيف حايل وقرقور
وسمن الزهيري فوق أشدح الزاد طايف
إن ذلت الشيخان ردو لك الشور
خلفة حمد يا نعم هيك الخلايف
ما شفت مثلك حر بين الصقور
علمك جزى يا وافيا بالوصايف
علمك جزى من ديرة الشط والغور
لديرة ابن سعود حتى الطائف
منصور لو ركب المعنقية يجمح السور
لو زغردن بيض زرق النظايف
قعدت لكم عالدرب تقول ناطور
أشرف لكم روس بروج النوايف
العيد عاد وسيل سيل وزهور
وأنا أستنا جيش نمر ونايف
لعل ياتي عنكم علم بسرور
يرتاح بالي بعد هيك اللهايف
ونحمد ألي بالحمد دوم مشكور
اللي سلمتو وجابها باللطايف