من السويداء، حيث التاريخ لا يُروى بل يُعاش، خرجت مزنة الأطرش لتثبت أن الإعلام ليس مهنة صوت وصورة فقط، بل موقف ورسالة.
إعلامية سورية تنتمي إلى عائلة الأطرش العريقة، لكنها اختارت أن تصنع حضورها بذاتها، بعيدًا عن الاتكاء على الإرث، وقريبة من هموم الإنسان والثقافة والهوية.
مزنة الأطرش إعلامية ومخرجة سورية، تنقلت بين عدد من القنوات الفضائية العربية والسورية، وقدّمت برامج ثقافية وفنية وحوارية اتسمت بالعمق والهدوء والقدرة على إدارة النقاش باحتراف. لم يكن حضورها الإعلامي عابرًا، بل مبنيًا على دراسة أكاديمية في الإعلام والعلوم السينمائية، إضافة إلى اهتمامها بالمسرح والنقد الفني.
إلى جانب عملها الإعلامي، برزت مزنة الأطرش كناشطة مجتمعية ونسوية، حيث شغلت عضوية المجلس الاستشاري النسائي السوري التابع للأمم المتحدة، وأسست وترأست منظمة المزن المعنية بالتنمية والتوعية والعمل الإنساني، مؤكدة أن دور الإعلامي لا ينتهي عند الكاميرا، بل يبدأ منها.
تجمع مزنة الأطرش بين رصانة الخطاب، ووضوح الموقف، والاستقلالية الفكرية، وهو ما جعلها محط اهتمام وجدل في آنٍ معًا، خاصة في القضايا الوطنية والإنسانية، مع إصرارها الدائم على التعبير كمواطنة سورية حرة لا كواجهة سياسية لأي جهة.
في زمن يطغى فيه الإعلام السريع والمستهلك، تمثل مزنة الأطرش نموذجًا لإعلامية تؤمن بأن الكلمة مسؤولية، والحضور موقف، والهوية ليست شعارًا بل ممارسة يومية.
