ولد أجود شجاع في قرية الرشيدة التابعة لمحافظة السويداء عام 1946 في أسرة فقيرة تعمل في الزراعة. تعلّم في مدرسة القرية الابتدائية، ثم تابع تعليمه في المرحلتين الإعدادية والثانوية في مدينة السويداء، وفي عام 1965 حصل على الشهادة الثانوية بعلامات جيدة تمكنه من التسجيل في كلية الطب لكن الوضع المادي لأسرته لم يكن يسمح بذلك فالسكن في دمشق يتطلب مصاريف فوق طاقة أسرته. و أتيحت له فرصة التسجيل في معهد متوسط هندسي مدة الدراسة فيه سنتان مع التزام الدولة بتوظيف الخريجين ويتقاضى الطالب فيه راتباً شهرياً مقداره 75 ليرة سورية (راتب سنة كاملة) لكنه كان كافياً تلك الأيام لمصاريف شخص واحد مع دفع أجرة سكن متواضع في أحد الأحياء النائية بدمشق .
وبعد تخرجه فى المعهد عمل موظفاً باختصاص مساعد مهندس. ومع أن اختصاصه كان في الهندسة المدنية إلاّ أن الآلات في ورشات العمل كانت تستهويه و أحب أن يعرف عنها كل شيء خلال الوظيفة اشترى دراجة نارية لم يكن يعرف قيادتها سابقاً وبعد أقل من شهر دفعه الفضول وحب المعرفة الى تفكيكها ولم يترك قطعة فوق أخرى, وأثناء الفكّ كان يتأمل هذه القطع وكيفية ترتيبها وارتباطها بعضها ببعض وطريقة عملها ونقل الحركة بين أقسامها… وعندها فهم جيداً مبدأ عمل محركات البنزين ذات الشوط الرباعي ولم يجد صعوبة في إعادة تركيب محرك الدراجة بشكل متقن وتشغيله.
جهاز إنذار
افتتح ورشة صغيرة لإصلاح الدراجات النارية ليعمل بها خارج أوقات الدوام وخلال عام واحد أصبح محله مشهوراً ويقصده الزبائن من كل أنحاء المحافظة وأحياناً من محافظات أخرى وكان عدد الدراجات التي تبيت في محله كبيراً وهي قيد التصليح ويخشى عليها من السرقة وأصبح هذا الأمر يقلقه وهذا ما دفعنه الى التفكير في صنع جهاز إنذار. لكن صنع الجهاز يحتاج الى خبرة في مجال الإليكترونيات وليس لديه أي فكرة عنها فاستعار كتابين من أحد طلاب الثانوية الصناعية تعرف من خلالهما على خصائص وميزات بعض القطع الإلكترونية وبالقدر الذي يلزمن.
ومن خلال هذه المعلومات تمكن من صنع جهاز إنذار يعمل بواسطة الهاتف يتحسس بأي حركة داخل المحل أو عند العبث بالأبواب أو النوافذ ويجري مكالمات هاتفية على رقمه ورقم الشرطة ويذيع رسالة مسجلة مسبقاً بصوته ليعلن عن حادث السرقة مع ذكر العنوان, وسجله كأول براءة اختراع له عام 1999 برقم 4935.
بعد ذلك اشترى سيارة ولم يستطع أن يمنع نفسه عن تفكيك محركها رغم عدم وجود عطل بها وكانت العملية سهلة جداً وذلك أن محركات الشوط الرباعي كلها متشابهة من حيث المبدأ ولا فرق بين محرك الدراجة ومحرك السيارة إلا بالشكل والحجم وبعض التفاصيل.
توسع في عمل سيارات ودراجات واستقال من الوظيفة بعد خدمة 20 عاماً حتى يتمكن من متابعة العمل في ورشته وبمساعدة بعض العمال قام بتصنيع مكبس هيدروليك لسحب وكبس لورمانات السيارات وتجليس المحاور وهو يخدّم القسم الأكبر من ورشات الميكانيك في المنطقة الصناعية في – 1 – السويداء وعندما ازداد الإقبال عليه صنع مكبساً آخر ليتمكن من تلبية طلبات ورشات الصناعيين.
الاختراعات المسجلة
أما الاختراعات المسجّلة بإسم شجاع فهي:
أولاً: كرسي آلي للمعوقين تصعد الأدراج
براءة اختراع رقم ٥٨٥٢ لعام ٢٠١٢
تعمل على البطارية ٢٤ فولت وتمكّن مستخدمها من صعود ونزول الأدراج كما انها صالحة للسير على كافة الطرقات. يتم الانتقال من وضعية السير على الطريق الى وضعية صعود الدرج آلياً دون تدخل من السائق، ويبقى مقعد السائق أفقياً أثناء الصعود والنزول. تمت صناعة هذا الكرسي يدوياً ومن مخلفات قطع السيارات والدراجات المنسقة وذلك لعدم توفر الامكانات المادية لشراء قطع جديدة او تحمل كلفة التصنيع والخراطة.
من أين أتت الفكرة؟
في احد الشوارع الفرعية في مدينة دمشق شاهدت سيدة تدفع كرسي بعجلات عليها شاب معوق وارادت ان تدخل به الى أحد الدوائر الحكومية وكان بهو الدائرة يرتفع عن الأرض بأربع درجات وتقدم شاب من المارة ليساعدها في حمل الكرسي لكن الكرسي مالت باتجاه السيدة ووقع المعوق على الأرض قبل أن أتمكن من الوصول إليهم .. ومنذ تلك اللحظة بدأت افكر في حل لمشكلة صعود الدرج عند ذوي الاحتياجات الخاصة
الاختراع الثاني
كرسي لذوي الشلل الرباعي والشلل السفلي براءة اختراع رقم ٦٠٤١ لعام ٢٠١٩
بعد مضي عدة سنوات عل صنع صاعدة الأدراج والتي لم تأخذ فرصتها في الدخول الى مرحلة التصنيع وبينما كنت أشاهد حلقة تلفزيونية تتحدث عن اختراعاتي كان هناك مداخلة لشاب من طلاب كلية الاعلام جاء الى هذا البرنامج لدعم اختراعي ” صاعدة الأدراج” ويطالب في تصنيعه وكان هذا الشاب بدون يدين وبدون رجلين ، هكذا وُلد وجاء خصيصاً ليدعم اختراعاً لا يفيده بشيء ولا يعرف صاحبه وهو أحق الناس بالدعم . وكان هذا دافعاً لي في التفكير بمساعدة هذا النوع من الاعاقات والذين لا يوجد في أسواقنا ما يساعدهم على التنقل بمفردهم . لكن المواد اللازمة للتصنيع غير متوفرة بسبب سوء الاوضاع في البلد ولا توجد امكانات مادية للاستيراد ولم يبقً امامي إلا صاعدة الأدراج لأنتزع منها الكثير من القطع من أجل أختراع جديد وهام خاصة وانها تحولت الى قطعة من الخردة تعلوها الغبار كما انه يمكن اعادة صنعها عندما تتوفر المواد استنادا الى المخططات.
وتمكنت من صنع هذه الكرسي التي يمكن قيادتها من قبل ذوي الشلل الرباعي ومبتوري الأطراف بحركة من الرأس دون الحاجة الى استعمال الأيدي ويكفي لمستخدمها ان يحرك رأسه في الاتجاه الذي يريد الذهاب إليه وتسير الكرسي في الاتجاه الذي أشار إليه برأسه وأيضاً تعمل على البطارية ٢٤ فوات.
الاختراع الثالث
جهاز إنذار هاتفي. براءة اختراع رقم ٤٩٣٥ لعام ١٩٩٩ يصلح لحماية المصارف والمحلات التجارية والبيوت من السرقة. يلتقط الجهاز اي حركة داخل المكان ويقوم بإجراء مكالمات هاتفية على رقمين مختارين وليكن رقم الشرطة ورقم صاحبه ويذيع رسالة صوتية مسجلة مسبقاً كأن يقول: (محل فلان في منطقة كذا شارع كذا يتعرض للسرقة) ويستمر بالاتصال على هذين الرقمين بالتناوب الى حين حضور صاحبه وإسكاته. لا يصدر عن الجهاز أية أصوات مسموعة لمن كان بقربه. الجهاز يعمل بطريقة ميكانيكية ثم عدلته الى دارة الكترونية.
الاختراع الرابع
جهاز حماية خط الهاتف الأرضي. براءة اختراع رقم ٤٩٥٢ لعام ١٩٩٩
وهو عبارة عن دارة الكترونية صغيرة توصل مع خط الهاتف الأرضي وهي تسمح بإجراء مكالمات هاتفية من داخل المبنى فقط وتحول دون اجراء مكالمات على الخط من خارج المبنى حتى من داخل المقسم كما انها تعطي انذاراً صوتياً عند العبث بالخط. وكان لهذا الجهاز دوراُ فعالاً في منع سرقة المكالمات الهاتفية قبل انتشار الخليوي في بلادنا.
الاختراع الخامس
جهاز إنذار سلكي ضد السرقة يصلح لحماية الأشياء القريبة من المنزل. سيارات او دراجات أو أي شيء آخر . ميزة الجهاز ان مكانه داخل البيت بعيداُ عن أيدي اللصوص.
تمت الموافقة على منح براءة الاختراع من قبل مركز الدراسات والبحوث العلمية وبانتظار إصدار الشهادة من الوزارة.
بالاضافة الى أعمال أخرى غير مسجلة منها:
مروحة هوائية لتوليد الكهرباء
و خلال أزمة الكورونا: منفسة طبية تستعمل في الحالات الاسعافية أو أثناء نقل المريض في السيارة من مكان الى مكان آخر.