يقع مقام النبي أيوب عليه السلام، في بلدة نيحا الشوفية في لبنان.
يعتبر المقام واحداً من أهم دور العبادة في منطقة الشوف لدى طائفة الموحدين الدروز، كما يزوره المؤمنون من كافة الطوائف والمناطق اللبنانية.
ويتميز المقام بقبته البيضاء النقعية وحجارته الصلبة ذات اللون الأبيض الفاتح. ويقع على إحدى المرتفعات المشرفة على بلدة نيحا ويرتفع المقام ١٥٥٠ متراً عن سطح البحر بينما يصل ارتفاع بلدة نيحا إلى ١٨٥٠ متر عند قمة جبل نيحا.
يقال أن النبي أيوب، الذي يرجع نسبه إلى أبو الأنبياء ابراهيم عليه السلام وتُقدَّر ولادته في القرن 16 قبل الميلاد ووفاته في القرن 15، سكن بلدة نيحا طيلة فترة مرضه وصبره على البلاء. لذا قام أهل البلدة ومنذ القدم ببناء مقام له عبارة عن غرفة صغيرة ثم قام القيّمون على مشيخة العقل في لبنان ببناء المقام، كما هو عليه اليوم ويتألف من حوالى عشرين غرفة استعملوا في بنائه الحجر الصخري الأبيض الذي يزيد البناء جمالية وبهاء.
قصة النبي أيوب
النبي أيوب من الأنبياء الذين ذكرهم القرآن، وذكر ثبوتهم بقوله “وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل واسحق والأسباط وعيسى وأيوب…” وكان أيوب النبي التقي الورع، رحيم بالمساكين، مكرماً للضيف، يؤوي الأيتام ويدعو إلى عبادة الله الواحد كسائر الأنبياء الذين أضاءت أنوار بركاتهم في سماء القلوب. وقد رزقه الله سبحانه وتعالى من خيرة المال والأنعام والعبيد والمواشي والأراضي… في بلاد حوران التي عاش فيها، وكان له أولاد. عاش في سعادة واطمئنان حتى ابتلاه الله بخسران المال وهجران الأهل والأصدقاء، إلّا أنّه بقي حامداً لله تعالى، فزاد الابتلاء بالمرض حتى أصاب الجسد ما أصاب، ولم يبق شيئاً سليماً لديه إلّا قلبه ولسانه إلّا أنّ أيّوب استمرّ في صبره وحمده لله فأصبح إمام الصابرين، فمصيبته لم تُثنيه عن عبادة الله وطاعته حتى رحمه جلّ في علاه فعافاه وأزال عنه البلاء.