يقع مقام الست شعوانة في منطقة عميق على سفح جبل الباروك، لجهة الشرق المطل على سهل البقاع وجبل الشيخ.
وهو عبارة عن مبنى كبير يضم غرفة الضريح ومجلس للصلوات ومرافق أخرى للزيارة، وهو مزاراً عاماً ومقصداً لرجال الدين والمؤمنين الذين يطلبون بركة وشفاعة الست شعوانة رضي الله عنها.
تحيط بالمقام غابة كثيفة من السنديان تمتاز بطيب هوائها ونقاوة مياهها، ويوجد بالقرب منه نبع الست شعوانه طولها ٧٢ متر وهي بمحاذاة محمية أرز الشوف وترتفع ١٢٠٠ متر عن سطح البحر وهي نبع عذبه دائمة التدفق على مدار السنة.
كما يوجد مقام آخر للست شعوانة رضي الله عنها في عين قنية بالجولان بالقرب من مقام الحزوري رضي الله عنه.
قصة الست شعوانة
يكرّم أبناء طائفة الموحدين الدروز عابداً اضطهد وتحمّل الظلم وما كشف حقيقة هويته الا بعد وفاته واكتشاف رفاقه العبّاد انه امرأة وليس رجلاً.
فالدروز يكرّمون هذه المرأة الفاضلة منذ مئات السنين وأقاموا لها مزارا خاصا يعرف باسم مزار “الست شعوانة” في منطقة عميق في البقاع الغربي، ويزورونها من مختلف المناطق حتى ان مزارها تحوّل الى مقصد لكل من يعرف بقصتها ومن مختلف الطوائف.
ويروي الدروز قصة هذه المرأة الفاضلة التي توفّيت والدتها وهي صغيرة، وبعد أن أصبحت صبيّة، قرّر والدها أن يزهد في الدنيا ويتعبّد. ألحَّت أن تسير معه فاصطحبها بعد أن ألبَسها زَيّ الرجال الى المعبد.
وقد عُرف هذا العابد بتقواه وطاعته وزهده، وأرسله رئيس المعبد يوما من الأيّام في مهمّة الى إحدى القرى المجاورة فاضطرّ أن يَبيت في خانها، ثمّ عاد بعد إتمام مهمّته، وبعد فترة من الزمن، دخل صاحب الخان الى المعبد يصيحُ غضباً مُتّهماً هذا العابد بأنّه في الليلة التي باتَ فيها عندهم اغتصب ابنته وحملت منه، فما كان مصيره الا الطرد.
فما كان منه الا ان أطاع القرار، وبعدما ولدت الإبنة صبيّاً فجاء به والدها اليه ليقوم بتربيته، فأخذ الطفل وشرع يُربّيه في مغارة، وبعد فترة شفق العباد عليه واعادوه الى المعبد ولكن فرضوا عليه القيام بالأعمال الشاقّة تعويضاً عن خطيئته.
وتروي القصة المتناقلة ان هذا العابد أوصى بعد مرضه بأن لا يتم الكشف عن جسده اذا توفي قبل شق جزء صغير من ثوبه، وهذا ما حصل بعد وفاته، فكانت المفاجأة بأن هذا العابد هو امرأة، وعرف الجميع ان كل ما اتهموه به كان زورا وكذبا ورغم ذلك تحمّل وصبر وضحى، وجثوا مستغفرينها عمّا أساؤوا إليها.