في شهر تموز من العام 2021، خسر لبنان وطائفة الموحدين الدروز خصوصاً، الشيخ دانيال عبد الخالق، رجل الحوار والمعرفة والفكر والإعتدال، وهو من الدعاة البارزين لتحكيم العقل والمنطق كما يوصي به دين “التوحيد”، بعد صراع مع المرض.
عبد الخالق، ابن بلدة مجدلبعنا، أستاذ في جامعة الحكمة وناشط في حقل التواصل والحوار بين الاديان، ورحل تاركاً العشرات من المحاضرات العابرة لحدود الطوائف الى البعد الانساني الأسمى، وهو الذي شغل لفترة من الزمن موقعاً استشارياً في مشيخة العقل، ومثّلها في العديد من المناسبات في لبنان والخارج.
دخل الى جامعة القدّيس يوسف في بيروت طالبًا وأصبح محاضرًا وطالب دكتوراه فيها. وكان التحق في صفوفها في العام الأكاديميّ 2005-2006، وظلّ فيها محصلاً الشهادة تلو الثانية، فنال شهادة الماستر في حزيران 2015 وحملت عنوان: رجل الدين في المجتمع تجاوز للدور الروحي أم استجابة لحاجات المجتمع اللبناني؟ قمم روحية، إلتزام، مبادرات”. وكان طالب دكتوراه في الجامعة وموضوعها “الهوّيات الدينيّة في لبنان- المؤثرات السياسيّة والاجتماعيّة في تشكّلها- الموحدون الدروز نموذجًا”.
ونعاه أمين عام مؤسسة العرفان التوحيدية حينها شيخ العقل سامي أبي المنى بالقول: “نفذ القضاء الحقُّ وترجّل الشيخ دانيل عبد الخالق باكراً عن صهوة حياته المفعمة بالتديّن والعلم والحوار، ورحل راضياً مرضياً بعد ان صبر على المرض، فكان علماً في حياته التي لم يكتمل ربيعها، وعلماً في صبره الذي لم يهن وتقواه التي اختار ان يحياها منفتحاً. خسارتنا بفقدك كبيرة”.
اما مؤسسة “أديان” فنعته بدورها قائلة: “فقدت أسرة أديان اليوم شخصًا عزيزًا عليها، ووجهًا حواريًا بامتياز، ورجلًا صادقًا ومحبًا، كانت له بصمات في مجال مدّ جسور التواصل مع الآخر والبناء على المشترك، واعتبار التنوّع والتعددية غنى.
لقد ترك الشيخ دانيل عبد الخالق بصمة وإرثًا طيّبًا أينما حلّ، وامتاز بنفحة الأمل والرجاء حتى في فترة مرضه”.
كما نعاه “اللقاء الروحي في لبنان” وهو الذي كان أحد أعضائه، وقال: “إنه رجل الحوار والانفتاح والتنوير الروحي، وكتلة مشعة بالعطاء والعلم والعمل، فرحيله خسارة ليس على طائفة الموحدين الدروز فحسب، بل إنها خسارة وطنية جامعة”، مشيراً إلى أن “الراحل كان نشيطا في حقل التواصل والحوار بين الاديان، وأستاذا في جامعة الحكمة، كذلك له مشاركة فكرية في لبنان والخارج”.
من جهته، غرد العلامة السيد علي فضل الله عبر حسابه على “تويتر” قائلاً: “برحيل الشيخ الدكتور دانيال عبد الخالق نفتقد اليوم عالما كريما ومثقفا مرموقا وانسانا فاعلا عرفته ساحات الحوار والتقريب بين الأديان والمذاهب والثقافات. عاش هموم وطنه وشعبه رافضا الظلم والانقسام والعصبية داعيا للعدل والانفتاح والمحبة والحوار. تعازينا الحارة لعائلته وأهله ومحبيه سائلين المولى ان يلهمهم الصبر والسلوان”.