نظيرة زين الدين (1908 – 1976) كاتبة وسياسية لبنانية زاولت العمل الصحافي، وسخّرت قلمها للدفاع عن المرأة. تُلقب بـ”الست نظيرة” و”المرأة الحديدية” لدفاعها عن حقوق المرأة.
ولدت في أوائل القرن الماضي لأبٍ قاضٍ سعيد زين الدين وهو علمٌ من أعلام القضاء، ذو فكر تنويري تحرّري، من قرية عين قنية ـ قضاء الشوف.
تلقّت تعليمها في مدرسة مار يوسف، ثمّ مدرسة راهبات الناصرة حيث حصلت على الشهادة الثانوية في عام 1926، والتحقت بالجامعة الأميركية في عام 1927.
السفور والحجاب
أصدرت كتابها الأوّل في عام 1928، وكان بعنوان (السفور والحجاب) وتناولت فيه قضيّة الحجاب، وتلك قضيّة إشكاليّة، كانت وما تزال إلى يومنا هذا، بما لها من أبعاد اجتماعية وسياسيّة ودينيّة، وفيه عالجت نظيره زين الدين هذه المسألةــ الحجاب ــ بالأدلّة العقليّة.
أصدرت كتابها الثاني بعنوان (فتاة وشيوخ) عام 1929 تناولت فيه الردود على المشايخ، خاصّة وقد شكّك بعضهم انّها هي صاحبة الكتاب.
اعتمدت في كتابها الثاني أيضا المنطق والحجة والدليل والبرهان في ردودها وظلّت المعارضات والردود في إطار السّجال. إلّا أنها انكفأت عن الكتابة في مجتمع أبويّ ذكوريّ هاجمها بوحشيّة ولم يتردد بتكفيرها.
عملت في التعليم، وتزوّجت من القاضي شفيق الحلبي وانجبت ثلاث أبناء. وتوفيت في عام 1976.
إعادة الاعتبار
من الجدير بالذكر أنه أعيد الاعتبار للكاتبة نظيرة زين الدّين بعد مضي سبعين عاما من التغييب والنسيان فأعيد طباعة كتابيها اللذين اعتبرا مخطوطين في مشروع حداثي تنويري.
مؤخراً صدر كتاب بعنوان (نظيره زين الدين رائدة النسويّة الاسلاميّة) باللغة الانكليزية للكاتبة الأميركية “ميريام كوك” تعتبر فيه الكاتبة أن نظيره زين الدين إنما كانت تدعو إلى إسلام وسطي متنوّر بعيدا عن فتاوى القتل وإهدار الدماء والتكفير والتعنيف. وأن الكتابين وصاحبتهما يستحقون إلقاء الضوء والإناره بوصفهما مشروعا تنويريا اجتهاديا مهماً.