كان المرحوم الشيخ أبو حسيب أسعد الصايغ من كبار مشايخ الدين في لبنان، في النصف الثاني من القرن العشرين، وقد توّجه الشيخ أبو حسين محمود فرج بالعمامة المكورة عام 1953 مع مجموعة من المشايخ، وذلك تقديراً له للمنزلة الدينية الرفيعة التي وصل إليها وللمكانة الكبيرة التي بلغها.
في معصريتي
وُلد الشيخ أبو حسيب في قرية معصريتي، فب العام 1889، ونشأ على هدى التعاليم التوحيدية في بيت أدب وأخلاق ودين، وأصبح رجلاً ديِّناً ورعاً، يشارك رجال الدين في كل مكان في المذاكرات الدينية، والاجتماعات العامّة من صغره. وقد حفظ المعلوم الشريف عن ظهر قلب وهو ما زال في ريعان الشباب، وأخذ يحتل مكانة دينية رفيعة بين رجال الدين في لبنان وفي كل مكان، بسبب شخصيته وعلومه ومواقفه ومبادئه والتزامه بأصول الشرع والدين.
وقد كان نافذ الكلمة في المجتمع المتديّن وغير المتديّن، يحتكم إليه الناس في خلافاتهم، فلا يُرد حكمه، ولا تُخالف كلمته، وتعدّت شهرته إلى الطوائف الأخرى، فأصبح شخصية معروفة معتبرة عند كافة الطوائف، له نفوذ وكلمة مسموعة، كما أن اسمه كان لامعاً في أوساط أبناء الطائفة الدرزية في كل مكان.
انتقل إلى رحمته تعالى في أول شهر تموز عام 1977، وجرت له جنازة مهيبة، حضرها معظم رجال الدين الكبار من سوريا ولبنان، وقام بتأبينه كبار المشايخ والمسؤولين. وبُنيت له حجرة بجانب مدفنه للتبارك في بلدته معصريتي، يؤمّها المشايخ والزوّار والمريدون.
الشيخ أبو حسن عارف حلاوي
وكان الشيخ أبو حسيب أسعد الصايغ قد زوّج كريمته من الشيخ أبو حسن عارف حلاوي، وشجَعه على الإقامة في معصريتي. وقد نشأ على نفس المبدأ من التقوى والورع، نجله المرحوم الشيخ حسيب أسعد الصايغ الذي أُلبس العمامة المكورة أيضاً.